الاثنين، نوفمبر ١٥، ٢٠٠٤

الوصال في التوبة

قلبٌ ينفطر في حب المحبوب و يُتــيّم في وده ، لابدّ أن يكون له الوصال يوما ما
و الوصال في التوبة ..
و التوبة هي الرجوع : انا اليه راجعون
ولنسترجع على حياتنا التي ذهبت سدى و على ساعات عمرنا الذهبية التي باتت أكثر سوادا من ظلام الليل الحالك لكثرة الذنوب و عدم الإياب
فلنؤب ..
و لنرجع ..
و لنتُب ..
لأنه كتب على نفسه الرحمة
لأنه غفار لمن اهتدى
لأنه أرحم الراحمين
لأنه يقبل التوبة عن عباده
و لنمض في وديان الحياة و تلالها بقلب آخر يكفي الأنحراف ..
فلنستقم
فاستقم كما أمرت
يكفي الزيغ ..
فلنصفي القلب
الا من أتى الله بقلب سليم
يكفي الرين ..
فلنبيض الوجه
فأما الذين ابيضت وجوههم
و ما نستطيع
لولا توفيقه
ولولا رحمته
ولولا لطفه
ولولا عطفه
رحماك يا رب

السبت، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٤

ليس في الدار غيره



بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل و الفرع كله في جملة
و الجملة هي منهاج التقوى و خلاصة الفلاح و عنوان صحيفة المؤمن :

" لا إله إلا الله "

(( قولوا لا إله إلا الله تفلحــوا ))

فإن حصرت كل إله في واجب الوجود .. فإنك قد جمعت علوم الأولين و الآخرين


فتنحّ عن إله الشهوة و إله الفساد و إله الفجور
فكل ما تطيعه من دون الله ، حقا تعبده
و كل ما تعبده من سوى الله إلهك ، من حيث لا تدري
انصرف .. ابتعد .. تجنّب .. و قل بملء فيك : ((لا))
لا .. لكل معبود ، مالا أو جاها أو شهوة
فهذا الثلاثي الخطر يسوقنا الى عبادة ما سواه ، معاذ الله
و تقربنا الى مزالق الفساد و مهاوي الفجور و شفا جرف النار

قل : لا لكل موجود و مادة تبعدك عن طريق المحبوب
و يصرفك عن حب غيره .. حتى تقترب منه
و كلما ابتعدت عما سواه .. اقتربت و اقتربت حتى لا ترى غيره

ففي كل شيء له آيةٌ
تدل على أنه واحد

نواحي الحياة كلها تتنفس الصعداء في الوجود المحض الإلهي
هنا .. و هناك .. و ذاك .. و في كل شيء
لا شيء سوى الله
سوى الوجود المحض
و أنت – لو تعلم – فانك جزء من هذا الوجود
(( و نفخت فيه من روحي ))

فلا تدنسها بالعصيان .. و لا تبعدها بالتمرد
و اعرف أن العرفان يتمثل في : " لا اله الا الله "
و هذا الكلام القدسي يتكون من ثلاثة أحرف نورية
ألف – لام – هــاء
و لا اله غيره
و ليس في الدار غيره ديّــار



اليوم عيد



اليوم أول أيام عيد الفطر السعيد


بعد شهر من الصيام .. يريد المؤمن أن يأخذ العيدية و الجائزة من ربه
و لذلك سمي عيدا
و لكن .. هل أستطيع أنا المثقل ظهري بالذنوب و الخطايا أن أطال بالعيدية
كيف أطلب الجائزة و ما استفدت من بركات شهر الله
كيف لا أستحي و أنا أفتح يدي الى السماء
طالبا الجائزة ...!!!
و ما جائزتي
يكفي أنه لم يرسل علي صاعقة من السماء فتهلكني
نعم .. سيدي و مولاي و ربي
أنا مقر بالذنوب
و أنا لا أستحق شيئا
إلا أنك أكرم من كل كريم
و أنت أرحم من كل رحيم
هذا ما يجعلني أطنع في
عفوك
كرمك
رجمتك
مغفرتك
فتقبل اليسير اليسير من العبد المخطئ
و ارحمني بواسع رحمتك