الأحد، أكتوبر ٣٠، ٢٠٠٥

كأس المدامة فاسقنيها

لِنَحتَفـــــلْ
لِنَتَبــارَكْ
لِنَبْتَهِـــجْ
لِنَفْــرَحْ
فالشّهْــرُ .. شَهْــرُ الأَفراحْ .. و شَعبانُ الوِلاءْ
************عندَما يَنبَلِجُ أُفْقُ الصَّبــاحْ بَعد غَياهِبِ لَيْلٍ دامِسْ
عِندَما تَنْفَلِقُ بَهمــاتُ الظُّلمَةِ بالنُّورِ الأَبْلَجْ
عِندَما تَكْشِفُ شَمْسُ الحَقّْ
حلَّتَها الذَّهَبِيّــة .. في دَلَعاتِ الصُّبْحْ
إذْ ذاك .. يَنْفَطِرُ الْقَلْبُ بِشَوْقْ
يَنْظُرُ نَحوَ النُّورْ
يَلْمِسُ مِنْهُ شُعاعاًيَنْفذُ فِيهْ
نفاذَ السَّرْمَدِيَّة
إِحْساسٌ مُفْعَمُ بِالنَّبْضِ الدّافئْ
يَغْرِقُ في حَوضِ الكَوْثَــرْ
لِيَفِيضَ وِلاءً .. حُبّــاًً .. عِشْقــاً .. دِفْئــاً
أَيُّهــا السّــاقيْ
كَاْسَ المُدامَةِ فَاسْقِنِيْهــا
صافِيَــةً تَغْمُرُنِي
تُغرِقُنيْ بِالسُّكرِ الدّائمِ دُونَ تَيَقُّظْ
وَ لَعَمْري .. هذا السُّكْرُ هُو الأَبَــدِيَّة
هُوَ الفَوزْ
وَ لِمِثلِ هــذا فَلْيَعْمــَلِ العامِلُون

الجمعة، سبتمبر ١٦، ٢٠٠٥

صدى صرختك الطوفان

http://jmjma27.jeeran.com/7ss.gif
مرادٌ أنت .. و كلّ الناس مريدوك
حبيبٌ أنت .. و كل الناس محبّوك
ضحكك يا مولاي ..إشراقة كلّ الخيرات
قهرك يا مولاي ..صولة رب الأرباب
اضحك في وجه محبيك فقد آذاهم حرقة هذي الأيام السوداء
إغضب في وجه الأعـداءْو امسح بهم الأرض الجرداء
فصدى صرختك الطوفانْ
يغرق فيها أصحاب الطغيان
جبهتك البيضاءْ .. تنفّسُ فجرٍ صادقْ
فجرٌ يُنهي أمد الليل تماماًو ليفتح يوماً نورا
.. و ضياءً أبديا
و أنت ... و ما أنت ؟
استمرار النبع الكوثرْ
و على شفتيك ملامحُ سورةِ إنا أعطينا
أقبل يا كعبة آمالي
فحياةٌ من دونك أحزان ْ.. تتلوها الأشجانْ
نعيمٌ أنت .. و نحن المسؤولون
عن هذي النعمة
(( ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيــم ))

الاثنين، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٥

الهي .. اكشف الستر و ارفع الحجاب

إلهـــي
..إن أضحت ذنوبي ، حجـاباً بيني و بين لقائك
فاكشف الستر بكرمك
و إن صار عصياني حائلا بيني و بين رؤيتك
فارفع الحجاب بلطفك
يا معشوق القلوب
..تحت تراكم قلل الذنوب
أنظرُ مستنقذا الى يديك
(( بل يداه مبسوطتــان ))
أيها الملاذ..
قلبي الطفل يخشى لهيب نار غضبك
فيلجأ هارباً إلى كنفك
فتقبل لجوءه الخجل
يا زارعــاً ..زرعت شجرة الفضل
اسقنيها بماء الرحمـة
يا بانيــاً ..بنيت بيت الكرم استضفنا فيه
يا صانعا..صنعت محراب اللطف
أظلنا تحت ظله
يارب

الجمعة، سبتمبر ٠٩، ٢٠٠٥

الهي .. اجعلني معبر الأمــان

إلهي ..
إجعلني معبر الأمان
لأسيّر المحبة في مواطن الغيظ
لأوسّع رحى العفو في مساكن الخطأ
لأخلق الوصل في ميادين الفصل
لأمنح الحق في مواضع الباطل
لأشيد الإيمان في مراكز الشك
لأشعّ النور في متاهات الظلام
لأنشر السرور في أودية الحزن
لأبعث على البِشر في منازل القنوط
إلهي ..
هب لي أن أمنح الراحة بدلا من الراحة
و أن أستدرك الإخوان بدلا من أن أُدرك
و أن أحبّ بدلا من أن أتلقى المحبة
و .. لعمري
مبتغاي في كفي إن نسيت نفسي
و يُغفر لي إن غفرت غيري
إلهي ..
أصلح سريرتي لأخدم المحرومين
و المحتاجين و المساكين
و الذين يحيون و يفنون في دوامة الجوع و الفقر
و ليتني..أتمكن من ذرف الدموع على بؤسهم إن لم أصلح لخدمتهم

الأربعاء، سبتمبر ٠٧، ٢٠٠٥

في زقاق لا يهبّ نسيبم عنايتك

إلهــي .
.كلّ قلبٍ خلا من لطافة حضورك
فإنه خالٍ من كل حسنٍ و رشد
إلهــي
في زقاقٍ لا يهبّ نسيم عنايتك
و لا يضيء سنا رحمتك
لا يصل القلب الى حقيقتك
و لا يتجلى فيه نور هدايتك
إلهـــي.
.يا من تنظر الى من ينظر اليك
و تحب من يهواك و يحبك
و تلطف بمن يتوجه نحوك
و تعطف على من يلوذ بك
و تقود من يطلب الهداية منك
و تحسن الى كل الأحياء
و ترحم كل الأموات...
أنظر إليّ
أحبني
ألطف بي
اعطف عليّ
اهدني
أحسن اليّ
ارحمني

الاثنين، سبتمبر ٠٥، ٢٠٠٥

خلعت النعلين لألثم صفحة أرض الطور

أسكرني سحررحيق الحب
لمحة حب منه تجلت في الكأس
امتلأت كأس الحب
تجرعت الكأس الأولى فسكرت
رشفت من الكأس الأخرى رشفة حب
كدت أموت من السكر
و .. ليتني متّ و لم أصحُ
مهلا .. مهلا .. لم تسكرني الكأس
ذكر الحبيب أنساني نفسي .. فسكرت
نقطة عابرة من ذكر الله .. تجلت
على صفحات البحر .. فانشطرت صفين
فرأى الركب طريق العشق .. وسط الماء
انعكست تلك الصفحة فوق الجبل الأشمخ
فتدكى و تفطّر
خرّ العاشق مغشيــا
وسط النار .. فوق الغيم .. تحت ظلال الأشجار
رأيت تجلي الحق بروحي
و سمعت الصرخة
فسكرت .. و ثملت .. و طربت
خلعت النعلين لألثم صفحة أرض الطور
بعينيّ .. بقلبي .. بوجودي .. و بكلي
فتجلّى لي صورتــه
بتّ كمن هو مجنون .. لا يعرف أين يسير
و سأبقى سكرانا .. مجنوناً طيلة عمري
مادام الرب تجلى في روحي
ليعيد السكر اليّ
فلا أصحو ولن أصحو أبدا
(( و لمثل هذا فليعمل العاملون ))

الأحد، سبتمبر ٠٤، ٢٠٠٥

من أي فريق أنت ؟

فريقان يتباريان
..الحَكَم .. الله
المتفرجون : ملائكة السماء .. أهل الأرض
الكرة : العمــل
و انها تتزحلق شئت أم أبيت في ملعبك
اقذفها صوب المرمى
لا تحذفها حتى لا تندم
النتيجــة : فريق في الجنة و فريق في السعير
الجـائزة : إمّـــاسدر مخضود .. طلح منضود .. ماء مسكوب .. فاكهة كثيرة
أنهار من خمر لذة للشاربين .. أنهار من لبن لم يتغير طعمه
ثياب خضر من سندس و استبرق
صِحافٌ من ذهب و أكوابٌ من فضة
هذا ان فزت
و إمّــاأغلال في الأعناق
.ظل من يحموم ..
سرابيل من قطران .
سَموم و حميم ..
نار السعير
زمهريــر ..
أنظر الى نفسك : من أي فريق أنت ؟
فريق الجنة .. أم فريق السعير ؟
و اختر أيهما أحبّ اليك

السبت، سبتمبر ٠٣، ٢٠٠٥

لقاؤك قرة عيني .. و وصالك مُنى نفسي

قال الإمام السجاد عليه السلام : لقاؤك قرة عيني و وصلك منى نفسي .. و رضاك بغيتي و رؤيتك حاجتي
إلهي
..يا من بلقاه قرّت عيني
و يا من وصاله نور قلبي
شوقي و حنيني اليك .. و حبي لك
اجعله شوقا سرمديا و حبا أبدي
االهي
عشقك رأس مال حياتي
و نهاية أملي و غاية رجائي
بحبك يحترق قلبي شوقا
و يهيج فؤادي ولعا و ذوقا
و ليحترق كالشمع في حبك
فحبك عجين بطين خلقتي
إلهي
..ليس لي حاجة الا النظر اليك
ليس لي مأرب الا التوجه اليك
و لا أرتاح .. و لن أرتاح الا بذكرك
يا من ذكره طمأنينة القلوب

الجمعة، سبتمبر ٠٢، ٢٠٠٥

الوصــــايــا العشــــر

الوصــايا العشـــر
1
نداء المحبة: كل ما في الكون يناديك و يدعوك الى الحب الصادق لأن الكل في دائرة التسبيح سواء سواك أنت يا انسان أنت الوحيد الذي تسبح عكس التيار ليجرفك الى دوامة الجهل الغامض الى العداء مع كل ذرات الكون التي تسبح بحمده فارجع الى حيث الوحدة المتماسكة بالحب الصادق و سبح بحمد ربك حتى يأتيك اليقين
2
الأبر المغناطيسية : نحن لسنا كالأبر المغناطيسية لننجذب مسلوبي الأرادة حيث الغاية القصوى تجذبنا الشهوات فنميل اليها و يملي علينا العقل درس النزع فننتزع مخيرين .. لا مسيرين و ان غمضنا أعيننا عن العقل فنسير نحو الملذات لا كالأبر تجاه المغناطيس بل كالغافل في محور الجهل الدامس
3
نفسك ظلالك تتبعك : النفس شيطانة متمردة شئنا أم أبينا النفس أمارة بالسوء رضخنا أم عاندنا النفس تخيب الآمال و تهوي بنا الى شفا جرف هار و العقل يحرضنا الأمتناع و دعوة الأنبياء تأمرنا بالحسنى و الحسنى عدم اتباع الظل بل اطاعة الأصل فالظل ضال و الأصل فصل و نحن بين نجدين ان اقتحمناها أُلجمت وان رفسناها خضعت فالذل في الأتباع و العز في الأمتناع فانظر اليك ماذا تهوي؟
4
بيوت الزجاج : نفوسنا ليست كبيوت الزجاج نفوسنا أصلب من جلمود صخر أصم فحتى الصخرة تنشق فيخرج منها الماء و أما نفوسنا فتَكسر و لا تُكسر فلنعمر بيوت القلب فالقلب يلين و يصفو و النفس تتكدر و تخبو
5
المتكبر... أيها المتعجرف القاسي من أنت ؟ علام تتكبر ؟ كنت نطفة قذرة و تؤول الى جيفة نتنة لم الكبر على اخوان لك في الدين أو نظراء لك في الخلق و هل تعلم أن الكبر رداء المتكبر الجبار فانزع رداء الله و الا فكبّ على منخريك في النار و هل تتصور أنك ترتفع الى السماء شامخا أنفك انزل عن فرس الكبر أو لترغمنّ بأنفك في التراب
6
مقود البصيرة البصر يقود و البصيرة تقود البصر يقودك الى التصور و البصيرة نحو التصديق و التصور ظاهر زائف و التصديق باطن واقع و الباطن يشف عن الظاهر بحق فاجعل البصيرة تقودك و لا تنصاع للبصر فيغويك
7
التهافت على المواقد عندما تعتريك لفحة برد في شتاء قارس فالموقد يؤويك و يحميك و الحمية تحتاج اليها في برد الحياة فلا تخش الأقتراب من المواقد لعلك رأيت فيها دفئا أو اقتربت الى هدى
8
الهاوية تفغر فاها
و تنشق لتأخذك في فيها فلا تقترب لئلا تنزلق ولو انزلقت فلا مخرج منها فاحذر و انج
9
-الغــاية: الغاية هي الكمال المطلق و أنت تسير اليها بالفطرة فلا تنجرف بك الطريق الى الكمال المبتر. أنت مدعو الى الوصول بكُلك اليه فخذ ما شئت من الزاد فالطريق شاقة وعرة و الوصول اليها يحتاج الى جد و جهد و ان وصلت فأنت في برد و سلام
10
الغدد الخبيثة
الوقاية تحميك منها بتــاً و تنجيك من لسعاتها قطعا و تنقذك من سمومها جزما فاحم نفسك قبل أن تغزوك و ان غزتك فآخر الدواء الكيّ

الخميس، سبتمبر ٠١، ٢٠٠٥

ما لكم ؟ كيف تحكمون ؟

أيها الناس
ما لكم .. كيف تحكمون ؟
إن صدقت .. قلتم : كذاب
إن بحثت .. قلتم : حريص
إن أنفقت .. قلتم : مبـذّر
إن أمسكت .. قلتم : بخيل
إن أحببت .. قلتم : مخادع
إن عشقت .. قلتم : مذنب
إن عاديت .. قلتم : سيء
إن كتبت .. قلتم : مبتذل
إن سجدت .. قلتم : مرائي
إن ضحكت .. قلتم : مجنون
إن بكيت .. قلتم : طفل
إن سكتّ .. قلتم : جاهل
إن صرخت .. قلتم : عصبي
إن عفوت .. قلتم : جبان
إن مدحت .. قلتم : منافق
إن هجوت .. قلتم : بذيء
دعوني .. و شــأني
لا تغلقوا عليّ أبواب الحيــاةرجــاء .. لا تغلقوها

الخميس، أغسطس ١٨، ٢٠٠٥

ولد الطهـــر عليّ

ارتقى مئذنة الكعبة .. طائر وقت السحر
غيّمَ غيْمُ المرح .. فوق أعالي الصّخَر
انبلجت تباشير الصّبــاح بتغــاريد بلابل السّمــاء
أبشـروا .. أبشــروا
فقد وُلِدَ الطُّهــر عَليٌّ
في وسط الكعبةِ بيتِ المحبوب
أحمدُ المختار .. استقبله بالأحضــان
و قبّله قُبلة الأبديّــة
لأنه نفسه .. صنوه .. أخوه .. حبيبه .. خليله .. صفيّه .. خليفته .. روحه
شعشعةُ حُسْنـه .. قلّبت أفئدة المريدين
بارقَة عشقه .. فجّرت قلوب المحبين
شعاع طلعة وجهه .. أضاء أفئدة الموالين
بريق بتار حسامه .. زلزل كيان المجرمين
من هذا المولود العظيــم ؟
اسمه اشتُقّ من اسم العليّ الأعلى ..
ليكون عليا في علياء الوجود..
و شامخا على أفق العالمين
(( *** إنّـــه عَــليٌّ *** ))
أعطر إسم
أقدس أنموذج
أسمى إنسان
أكمل موجود
أزكى لمحة
أعلى بهية
أجمل لوحـة
أخلص عبد
أحبّ محبوب
علي .. علي .. علي

الخميس، أغسطس ١١، ٢٠٠٥

مسلك أهل الجذب

في تلك الساعة من نفحات الليل القدسيّة
حيث العالم مملوء بالنوم
أطفأت مصابيح الدنيا كاملة
حتى بات الليل ظلاما ديجور
أغمضت العين
.. اسدلت ستار البين
في وسْط الدكنة و الظلمة
.. هنالك أبصرت بصيص النور
من أين أتى النور ؟
و كيف اندسّ الى زاوية القلب المهجور؟
و .. كأني موسى أُشعل نار الطور
لأرى قبسا من نارٍ نورْ
مصباحٌ في مشكاةْ
نجمٌ دُرّيّْ
قد أوقده المحبوب
(( أنا عند القلوب المنكسرة ))
هذا مسلك أهل الجذب
ينجذبون الى النور العُلويّ صراحا دون حجاب
أين أنا من هذا الجذب ؟
أين القبس النوري ليسطع في هذا القلب الميّت
قبساً يا رب
من أهل القربّ
مُـنَّ عليّ

الأربعاء، أغسطس ١٠، ٢٠٠٥

قلبي .. أين مكان المحبوب فيك ؟

قلبي
..يا روح عالم البقاء
عندما أفرح
..أراك بحرا عميقا لا ساحل له
عندما أخشى ..تعصف بك رياح الإضطراب حتى أخاف الغرق فيك
عندما أحزن ..تتبدل من بحر عميق الى قبر تتدكدك جدرانه
عندما أحب ..تنطلق في فضاء الملكوت بحثا عن المحبوب
و أنت أيها المحبوب ..أين مكانك في القلب ؟
عندما أتذكرك
عندما أطمئن بذكراك
عندما أفرح برضاك
عندما أحزن لغضبك
عندما أبكي في فراقك
عندما أطير رجاء لقائك
و .. عندما أموت لأجلك

الاثنين، أغسطس ٠٨، ٢٠٠٥

يا طائر الروح .. خذني معك

يا طائــر الروح
حلق في فضاء الملكوت عاليا
و في طيرانك .. يتلون جناحك ألف لون
في مرآة عيني الدامعتين
عندما يسمع قلبي نغمات صوتك الرنان
يطير معك في الفضاء اللامتناهي
مرددا صدى نغمتك القدسية
يا طائر الروح
عندما تصل الى العيون .. الى الورود .. الى الأزهار .. الى الطيور
عندما ترقى سماء الغيوم
عندما تمرح وسط الغابات النائية
عندما تتطيب بأريج الأقحوان
عندما ترقص مع نسائم الربيع
عندما تتحرر من قيود الريح
عندما تنجو من قفص الناسوت
في طراوة الطيران
تذكّــــر
تذكر من انكسر جناح طيرانه
من نفذ في صومعة اللامبالاة رنين نغماته
من اغترب عن الأحياء و هو ليس بميت
من هاجر الأوطان غير نادم على الهجران
تـــذكّر
تذكر أنك لي و أني لك
فلا تتركني و رب الراقصات في فضاء الملك
لا تتركني في قفص الدنيا محبوسا
و في غمرات الحزن مأيوسا
خذني معك
لأطير في مسير الملكوت
و لن أرجع الى أرض الناسوت
قسما لن أرجع
لن أرجع
لن أرجع

الأحد، أغسطس ٠٧، ٢٠٠٥

جميل ..الجلوس في خلوة القلب

جميــلٌ
..رؤيتك في الحلم حينما يخرق الحلم الحجب و السرادقات
جميــلٌ
..شعـاع جمـالك على سطح مرآة البحـر
جميــلٌ
..النظر الى الشمس بعد كشف ستار القمر في الليل الأليل
جميــلٌ
..جمال لقاء الجمال المطلقفي نبع نور عينيك
جميــلٌ
..النظر اليك عبر عيون أحبائك بعيدا عن شموخ حضورك
جميــلٌ
..مشاهدة صورتك القدسية بين دفتي كتابك المقدس
جميــلٌ
..الجلوس في خلوة القلب
للنظر الى جلوة جمال المحبوب
جميــلٌ
..النظر الممتدّ الى شفاه عشاق وجودك
في لحظة بحثٍ عطشى
جميــلٌ
..رؤية وجهك الباقي
في تجلي المحراب الأخضر
جميــلٌ
..اصطحابك لي في زنزانة الحياة الدكناء
جميــلٌ
..لقائي إياك يوم اللقاء المفتوح
بنظرٍ من حديد

السبت، أغسطس ٠٦، ٢٠٠٥

لغز الكآبة .. غروب الجمعة

لا أدري لماذا يحلّ علينا غروب يوم الجمعة كئيبا حزينا ؟
!السماء زرقاء
الجو ربيع
الحياة هادئة
البلابل تغرد
الصفصاف يهتز طربا
الريحان يعبق عطرا
العواصف خامدة
الفتن جامدة
و لكن الغروب مساء الجمعة غريب
كأنني في فصل الخريف
و كأن العواصف كلها تحل بقلبي الكئيب
أريد أن أبكي .. و ليت البكاء يحل عقدة الغروب
يا ترى ما الذي حدث ؟
أظن أن حزن هجران الحبيب يخيم على صفحات الغروب آخر أيام الأسبوع
أين أنتم أحبابي؟
اجتمعوا في البيداء
تحت القبة الزرقاء
ارفعوا أيديكم الى السماء
أدعوا معي
ليته يأتي و يفك لغز الجمعة الكئيبة
الهي كيف نستمر بدونه
جمعة بعد جمعة
و سنمضي غروبا بعد غروب و حزنا بعد حزن
حتى يأتي
ولولا رجاء الوصال لامتدّ الغروب ليلا طويلا

الجمعة، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٥

أيها المتأبّط حــــزنا

أيهــا المتأبّط حــزنا
في أوهام بحار الحزن الدافئ في أطلال الليل المبهم
أغلق باب الحزن على نفسك
افتح أشرعة الحلم الورديّ على مصراعيها
و تحرّك دون مراقبة الأشلاء و لا الأشياء
و انفذ في قلب التاريخ جهارا
و سبّح لله
فإن التسبيح يبعّد عنك الهمّ
و يأخذك الذكر المحكم نحو الساحل
لا غرقَ و لا منعَ و لا حزنَ و لا ابهام
و لأعلى الربوة سر .. بخطىً ثابتة حتى تسمو
و بقرآن الفجر ستسمو
و ستعلو
و سترقى
و سينشرح الفلب تباعا
فلاحزنا يكتنف الروح البيضاء
و ستمشي بهياج الحب الملكوتي
و تسبح في أفق العرش .. بأجنحة الإيمان
هذا .. إن كنت تريد العزة و المنعة و الحب الصادق
و ستنقشع السحب الداكنة السوداء
لترى نور الشمس المشرقة الوضاء
و تصبح بعد الحزن سعيدا أبديا

أبكي فراقك في سكون الليل

أنا
غارقٌ في بَحر رَجاء الوصال .. دون أن أبحث في قاموس الفصال
و لن أصرخ بين الأغيار .. حتى لا يفرحَ من فرط حزني الأشرار
أنا
أبكي فراق الحبيب .. في سكون الليل
لأني لستُ كالشَّمع .. يبكي دون حياء وسْط الجَمع
أنا
أفكر كثيرا حتى أختار عملا
و بكأس من شراب حبك .. أحطّم كل أفكاري
و أبقى عاطلا .. لا عمل لي الا الحب
مولاي
رأيت صورتك في كأس المدامة .. فنسيت نفسي
و سأبقى ثملاً في وادي النسيان .. طول عمري
سيدي
أنا موجٌ من بحر محبّتك .. و سأبقى غارقا فيه
فلست نخلا متمرّداً .. لأسكن في شاطئه .. و أقيم في أرجاء سواحله
الهي
شممت رائحة عشقك .. من الورد المحمدي
فسرت اليه قائما و نائما
لأسكن في حياض ولائه
و سأبقى ساكنا
لا أخرج منه
حتى تضمّني نفحاته

الخميس، أغسطس ٠٤، ٢٠٠٥

و سأبحث بين أزقة كوفة و الشام

على شفتيّ ظلال سؤال مرموز
في قلبي ألمٌ مضطرب
و سأحكي لك سرّ القلب المحزون
في منتصف الليل .. و ليس بعيدا عن آلام الآلاف من المحرومين
تسحبني يدٌ عصماءكالزورق المتحرك وسْط الأمواجْ
لأرى جواً أغبرْ
تغيرت الأجواء
.. تبدلت الأهواء
.. و تناثرت الأشلاء
يستوحشني ظلّ الغربة .. بين الغرباء
و بريق الأغلال الظالمة .. يستوحي ظلما أكبر
و سأبحث بين أزقة كوفةَ و الشام
لأرى شعلة طورٍ من سيناءبين سبايا الشام الغرباء
و سأبحث في صفرة آلام الشمس عليلاً
.. استوقفني علة سبيه
لا جواب سوى ضرب الأسواط
و خلخلة الأغلال
و ناقوس الكفر يرنّ على بوابة قصر الظلم الأمويّْ
سنواتٌ من عمري محزون
أحزنني السبي
آلمني القتل
أهتك أوصالي هتكُ الحرمات
أحرق قلبي منظر طفل يبحث عن والده بين الأوصال المقطوعة
أدمعني بغزارة صوت شجى الفرس الأشهب دون الراكب
و سأبقى محزونا كمدا .. مادام يزيدٌ و طواغيت مثل يزيد
لا زالوا يقتلون السبط المعصوم و يسبون نساءه هنا و هناك و في كل مكان
ينشرون رؤوس الأبرار عالية .. على أسنة الرماح العارية
و يهتكون حرمات رسول الله .. عدوانا و ظلما
حرماتٌ تُنتهكْ
.. و أصواتٌ خامدة
.. و حناجرُ مقفولة
تبا لك يا زمن الحقد الآثم

الأربعاء، أغسطس ٠٣، ٢٠٠٥

الهي .. هب لي

إلهـــــــــي
هب لي
نجاحا دون فشل
صبرا دون يأس
جهادا دون سلاح
عملا دون أجر
تضحية دون صراخ
دنياً دون دين
مذهبا دون سذاجة
سموا دون شهـرة
خدمة دون خبز
إيمانا دون شك
طيباً دون رياء
شجاعةً دون جهل
مِنعة دون غـرور
عشقاً دون هوس
قلبا دون رين
حبا دون زيـغ
و .. لقاء دون فناء
*********
إلهـــــــــي
إن كان
الشمع يبكي حسرة على النور
و اليتيم يبكي حسرة على الأب
و الفقير يبكي حسرة على المال
و الغني يبكي حسرة على الدنيا
و المؤمن يبكي حسرة على العمل
فاجعلني أبكي شوقا للقياك

الثلاثاء، أغسطس ٠٢، ٢٠٠٥

بارقة أمل تأتينا من نافذة المحراب الأخضر


بارقة أمــل تأتينــا من نافذة المحراب الأخضر

أنظر نظرة حق نحو الباب .. ثم المحراب
و تبصر
.. و ترقب
.. سوف تراه
تراه بأم العين
تراه بنفس القلب
تراه بطرْف الروح
و سيأتي
يأتي منقذنا
يأتي بالنصر
يأتي بالفتح
يأتي بالآمــال
و سنصبر مهما غالى الأعداء بطعن الأحباب
" أ ليس الصبح بقريب "

الاثنين، أغسطس ٠١، ٢٠٠٥

ها هي أوراق قلبي ذابلة

إلهــي ...
ألوذ بحرّ شمسك إلى برد فيئك
و ألتجئ من جحيم سخطك إلى جنان رحمتك
فــــارحمني
إلهــي ...
شرعت أجنحة الطمــع خاضعـا على رِجلي برّك و إحسانك
فــأحسن إليّ
إلهــي ..
.قلبي المنهار لا يملّ من السير سراعا إليك
فأمدده قوة و نشاطا ليزداد رغبة و شوقا
إلهـــي ...
لساني الذي سبخته قفاري الذنوب و مزقته براري العيوب
لن يرتوي الا من وابل رحمتك .. و لن يستقيم الا بلطفك و منّك
وإن لم يكن وابلٌ فطلّ .. يكفيني ما بقي من خريف عمري
و ها هي أوراق فؤادي ذابلة .. تحنّ إلى ربيع رضاك
فأنعم عليّ بنسمة من هواه و نفحة من فضاه
إلهــي ...
روحي تلتظ حنــاناً إلى جميل لقائك
عيني تذرف الدمع مهيارا في حزين فراقك
رئتاي تتنفسان شوق الوصــال
يديّ تمتدان إلى السماء طلب النوال
و إنهـا دماء عروقي تسبح في أوصالي بحثا عنك
فعرّفني نفسك
إلــهي ...
إفعل بي ما أنت أهله من العفو و المغفرة
و لا تفعل بي ما أنا أهله من العذاب و النقمة
آمين

الأحد، يوليو ٣١، ٢٠٠٥

تعالوا نحب .. بدلا من أن نغضب

المحبــة .. تعبير صادق عن تعانق القلوب
المحبـــة .. المحتوى الأسمى للحيــاة
المحبــة .. مغزى ثمن النفس
موجــة نديــة من المحبــة تهزّ قلب المحبوب و تنقل المحب من همّ الفراق إلى مسرح اللقاء
شعاع خافت من من المحبـــة يجلب نور الطمأنينة على ساحل الرجاء .. و تمسح غياهب الدجى لتستقبل وهج شمس نهار الأمــل على قارعة طريق التقوى
و هناك .. في سكون دياجير العصيان و في ضحالة أفق البعد .. يبعث التمدد الفسيح للمحبة اللامتناهية نسيم الشوق الى قلب المتمرد القاسي ليقلبه الى المطيع الحميم
و أخيرا
ومضة مشعة من المحبــة تشعل النور السرمديّ في صفحة فؤاد الغضبان لتنشر في طياتها أشعة أمل الإبتسامة في فضاء أنس الغفران
****
فتعــالوا نحب .. بدلا من أن نغضب
و نبتسم.. بدلا من أن نتجهم
و نتفتح .. بدلا من أن نتغلق
و نعيش حياة الرجاء .. بدلا من الفناء في اليأس

السبت، يوليو ٣٠، ٢٠٠٥

أدخل أنت .. يا ولهان

جئت الى المروة مشيا من صـفا
أمشي و أنظر هاهناك و هاهنـا
ماذا رأيت ؟
ماذا اقتبست ؟
ماذا قطفت ؟
رأيت فضاء أكبر من كون و مكان
و أوسع من وهم و زمــان
برّ من العشق الأبدي
زُرعت فيه أرواح العشاق زرعا
و نُزعت من رؤوسهم اللب نزعا
أرض تسري فيها الماء الجاري
ما هذا الماء العذب .. في هذا البر الجدب
هل هذا زمزم ؟
لا .. بل أنهار الآماق و زفرات المتيمين تسري رقراقا في بيداء العشق اللامتناهي
و آلام المحبوبين تفوح شذى في فضاء اللامكان
***خلوت بنفسي في بقعة عزلاء
بعيدا عن أعين الرقباء
أتاني الرقيب الأكبر قائلا :يا أنت ! هل لك حاجة ؟
قلت : نعم ، أما إليك فلا
انحل الستارو انكشف أمام عيني الحديد ما وراء الأراضي و البحار
سمعت هاتفا ينادي عاليا
تنحّ يا رقيب !و ادخل أنت .. يا ولهان
إلى أعماق الجنان
أدخلوها بسلام آمنين

الهي .. افتح صدري لأقحم فيه كل الآلام

إلهي ..
وفقني لأخلص لك في عملي يوما واحدا بل ساعة واحدة حتى تجري ينابيع الحكمة على شفتيّ
إلهي ..
امنحني قطرة من يمّ رحمتك حتى أعفو عمن أحببته فخذلني ، و أصفح عمّن أحسنت اليه فأساء إليّ
إلهي ..
افتح صدري لأقحم فيه كل الآلام .. فيتّسع لآلام المحرومين و يسعى لإزالة همّ المهمومين

إلهي ..
يديّ خاليتان .. و قلبي غارق في الآلام .. فإما أن تملأ يدي من رشف نعمك و إما أن تزيل من فؤادي الآمال صعبة المنال
إلهي ..
أعلم أني جاهل و أعترف به جاهرا .. فامنحني ذرة من فيض مكنون علمك لو بحت به لاضطرب من حولي اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة

إلهي ..
لساني قاصر في الحمد و المدح .. فامنحني لسانا رطبا بذكرك حتى أشكر قليلا مما لا يحصى عدّه
إلهي ..
أبدل شكي بالعلم و علمي بالإيمان و إيماني باليقين
إلهي ..
أعطني صبرا جبلا حتى أضحك في وجه أعدائي فيموتوا قهرا و أرقص على أنغام خناجر أحبابي فيحيوا حبا
إلهي ..
إمنحني قلبا لا يملؤه الا حبك و يقينا لا يرى غيرك و حبا لكل من يحبك و لسانا لا يشتغل الا بذكرك و عينا لا يرى في الوجود الا جمالك
إلهي ..
أحيني على حب محمد و آل محمد و أمتني على حبهم و بغض أعدائهم

الجمعة، يوليو ٢٩، ٢٠٠٥

ستشرق شمس الفجر دون غروب


ها هي جفوني تبتعد عن النوم في مثل هذه الليلة
و أنا في طريقي الى الفجر
انها ليلة حزناء
يسري في عروقها شجون شاحبة باتت مكفهرة من طلبات خفافيش الليل
شجون صاحبتني على امتداد نبضات الدقائق المتباطئة
مادام الليل موحشاو الفجر لما ينقشع
فعلينا أن ننزع أغطية الإحباط الكئيبة عن أسرّة الوجدان المضطرب
و لنطرد جيوش الحزن المتسربلة قي كل زوايا الكوخ
و ليبقى الكوخ بتاريخه .. و بمن عمّر جدرانه .. و بمن عطّر أكنافه
و سيبقى
و سيرتحل الحزن الجاثم فوق الصدر المنكوب
و ستشرق شمس الفجر دون غروب

غدا عيد ميلادي

غدا عيد ميلادي
و ستبدأ أولى خطوات حياتي
و سأرسل وفدا قِبَلي.. من كَمَدٍ
لرحيلي و إيابي و ذهابي
و سأمضي تَعِباً .. بحثاً عن لُقمة عيشٍ
في ليلي و نهاري
لصباحي و مسائي
و متى ما صرت بعيداًعن أعينِ حُسّادي
أفتح قلبي.. لأجمّع فيه أحبائي
و أجرّبهم في حقل تجارب آمالي
و سأبقى صُفر اليد إن لم أتسامح عن أصحابي
و سأمكث في هذا العالم عمرا في َربْوة حزنٍ عالي
و سأهبط حقا إن شئت أغير شيئا من أحوالي
فلماذا جاء بي الدهرغريباً و وحيداً
دون مبالاةٍ
و بدون مراعاةٍ لشجوني و لآلامي
حيرانْ
سأنتظر الرد المقنع من خِلاني

****
سأجيب بنفسي
ما جاء بك الدهر الى الدنيابل جاء بك الرب لمصلحةٍ
و لكي لا تشعر بالهم و لا بالحزن
فلا تنس الذكر بكل الأحوالْ
و اعمل ما شئت فإن الله سيجزيك الأجرو ليس الدنيا دار قرارْ
فالأخرى هي حقا مثواكْ
و لكي تسعد في الدنيا
فاعمل للعقبى دون مللْ
و ستسعد إن شاء اللهُ و لن تفنى أبدا

الخميس، يوليو ٢٨، ٢٠٠٥

كلمات .. ربما كان لها معانٍ

ما دمت لا أعلم معنى العطــاء ، لا أستطيع أن أعيش
لكي أتغلب على العتاب و الشكوى ، عليّ أن أحصي نعم الله الفاضلة
إن الله يريد لعباده كل الخير في كل زمان
كما الذهب يحتاج الى الصقل بالنار .. الروح الآدمية لا تُصقل الا بالمصائب
المسافة بيننا و بين رحمة الله بمقدار الدعاء و الإلحاح
لا بأس أن نرسم خططنا بيراع التصورات و نودعها ممسحة الباري ليمسحها بقدرته المطلقة
تعالوا .. لنسبح الله و نحمده كل يوم حتى نسطر في عالم الواقع أجمل اللحظات و أبدع الخواطر في كل يوم

روائح أيام الصبــا

تذكرني أيام صباي بروائح سادت ثم بادت. و تسرح بفكري نحو زمان الصفا ءو الوفاء .. و لكن أين اليوم اخوان الصفــا و أين تلكم الروائح العطرة التي كنا نستشمهــا يوميــا من الصدق و الوفاء و الأمانــة و الودّ و الخلوص .. فلكلٍ رائحــة لا نشم شيئا منهــا في زمن الكذب و الخيانة و الشنآن و البغضاء
أين نحن من تلك الأيام الجميلة البديعــة التي سادت ثم بادت
أتذكر رائحــة الخبز التنوري من البرّ الخالص تطحنها الوالدة ثم تعجنهــا و تطبخهــا في التنور الذي يشغل
حيزا خاصا في زاوية الحوش (فناء الدار ) أشم رائحة العجين و رائحة النار في التنور و من ثم رائحــة الخبز الحار المدمج بالسمسم تارة و بالحبة السوداء تارة أخرى من يد الوالدة رحمها الله . و كانت أحيانا تدهن الخبز بالدهن العداني الخالص و ترش عليها ذرات من السكر فنلتهمه التهاما للذته و لجوعنا
و لا زلت أشم رائحة زهر النارنج المزروع وسط الحوش كيف تعم الفناء و الدار و الأطراف بأحلى رائحة شممتها حتى كدت أعطس ( و أعطس فعلا ) من نفاذ رائحتها عطسات متتاليات و عندما أقول : الحمد لله رب العالمين ، تقول لي أختي الصغيرة : كل ما تكرر الحمد تزيد العطاس .. مو الله يقول : لئن شكرتم لأزيدنكم . و أضحك بملء فيّ على استدلالها اللطيف بصفاء القلب و في بداهة المعنى
و أشم رائحة الطبيخ و الحشو في ليالي محرم في ديوانيتنــا التي كانت عامرة و الحمد لله بذكر سيد الشهــداء عليه السلام و كنت مع أصدقاء لي في سني الطفولي نتحرك كالفراش هنا و هناك ، نناول هذا الملاس و ذاك الجِدر( القِدر) و آخر اللحم أو الرز ، و في مخيلتنا أننا بهذا المقدار نكسب أجرا في عزاء مولاي الحسين عليه السلام
يا للطفولة الصافية من خلوص و صفاء و يا لزماننا من مكر و خداع .. فحتى مجالس العزاء و بيوت الله لم تسلم من أبناء الدنيا الفانية حتى باتت - و للأسف - مراكز يُذكر فيها أسعار البورصة و الأسهم !!
دنيا+دنيا+دنيا = خسارة*خسارة*خسارة!! و يا للخسارة!نعم .. أزيلت تلك الروائح المجيدة التي كانت
نفحات روحانية تهب على سماء قلوبنا الصافية من كل زيغ و رين فتبقى بيضاء ناصعة نصوع الثلج على قمم الجبال في شتاء ريف قارس

الثلاثاء، يوليو ٢٦، ٢٠٠٥

آن الوقت لينفجر النور مصابيح **


يا هذا الحائر في ملكوت الأرض
يا هذا الطالب وجد الروح
و يا هذا الغائص في وسط الديجور
يغشاه البحر الغامض فوق البحر المظلم من حركات أثبتها الدهر لذي سغب ٍ
لا تقترب اليوم من البحر ..
و لا النهر لتغرق فيه
انتظر الآن بعيدا فالليل يموج بظلمته و الفجر يكاد يغيب عن الأنظار
انتظر الآن ..
ففي حالك هذا الليل الأليل يبزغ نور الله جهارا من مكة ..
من أوطان التسبيح
..ليُشرق قلب الأنسان بنور الرب
فقد آن الوقت لينفجر النور مصابيح ..
و يقترب الوعد الحق..
و يفيض قداسات أعبق من عطر الورد و أروى من ماء عذب
و ينسلّ النور الى كل رواق يُعبد فيه الله
فقد وُلدت فاطمة الزهراء ..
و صلى الله عليها في ذات العرش ..
و بارك للنور الأبلج و العبد الأكمل أحمد
"" أسعد الله أيــامكم بهذا العيــد الأغـــر""
جمادى الثانية /20

الى الضائعــة درب الحياة

أنتِ تعيشين في ربوات الروح
عندما تنبثق أسلاك النور من ثنايا الفجر بعد سويعات من ظلمات الليل الأليل
و بينمــا يغطّ النائمون في نوم عميق
اقتربي من زاوية الأفق .. حيث تتلاقى نهايات البحــر مع أطراف أسنة الرماح الذهبية لشمس يوم جديد
اقتربي من هذا المنظر البديــع .. و حاولي أن تتجردي من كل ما هو مادي بحت
استسلمي لحيظــات لروحكِ الكامنة في خبايا النفس
استمعي اليهــا
سترين أنها تأخذك الى حيث هي هي و ستحدثكِ بكلمات فيها رنات من عالم الذر
تقول لكِ أنها معكِ أينما تكوني ..
لن تفترق عنك أبداو
إن خانكِ الخلان فالروح لن تخون
و لكنهــا ترجوكِ بقلب دامع أن لا تأخذيهــا الى بوائق الزفرات الجهنمية
و لن تجمعي بينها و بين أصحاب الآثام
ليتنــا كنا في لحظة فكر هادئ .. نستمع إلى أرواحنا المعلقة على أنفسنا فنتريث قليلا و نسكن اليها كثيرا

كلمني ربي .. و أنا في الغربة

]... و أنا في الغربــة ..
بعيــد عن المسجد و المحراب
لا أسمع صوت الأذان .. و لا أرى وجوه الإيمان
انكسر قلبي ..
فناجيت ربي
رأيته هنا و في كل مكان
يسمع النجوى و يرد الشكوى و يروي الظمآى و يدفع البلوى
رأيته تعالى و كأنه يحدثني و يكلمني :
أينما كنت ..
إجعل قلبك بيتي ..
أنا أصفيه..
افتح فؤادك لي .. أنا أداويه
اذا فقدت مفتاح الإستجابةأطلبني لحظة .. أنا أعطيك
اذرف قطرة من الدمع .. أجعلها نهرا من الرحمة
أقبل إليّ بقطرة من الإخلاص .. أجعلها بحرا من النعمة
لو أُغلقت جميع الأبواب عليك لا تقنط
لا تيأس
لا تكفر
إرجع
دقّ الباب
انتظر
أنا أفتح الأبواب المغلقة
أطلب مني حاجتك .. عليّ الإجابة
أدع ما تشاء .. عليّ الإستجابة
أشكر نعمة اليوم .. أنا الضامن لك العيش في الغد
أتل آيات الرحمــة .. عليّ التفسير و التأويل
صفّ حسابك قبل حلول المنيّة .. عليّ الجمع و الطرح
أكتب إسم التوبة في رسالتك إليّ
أنا أوقعها و أوافق عليها :
" كتب ربكم على نفسه الرحمــة "

الاثنين، يوليو ٢٥، ٢٠٠٥

و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليك في صمت

اليكِ عني .. يا نفسي
يا من آلمتني و عذبتني أيام صباي و أيام تفتح أقحوانة حياتي
يا حبة الألم و درّة الغم
أحسكِ رغم آلامك.. لأنكِ مني
قضيتِ سنوات عمركِ معي
و لكن حياتكِ و بقاؤكِ في دوامة الظلام
أي نفسي ..
يا من أخذت عصارة شبابي حين كنت في قمة عنفوانه
أنتِ حاجة طفولتي و ضرورة شبابي و غرور شيخوختي
تجلِّي لي بوضوح .. لا تهربي مني
فقد قبلتكِ رغم أنفي
و استغليتِ وجودكِ جنبي طيلة حياتي
فأشغلتِني عن لقاء ربي
و قد خدعتِِني حتى رأيت بأم عيني ضحالة باطني و حقارة مكنوني
و يا لكِ من مخادعة ماكرة ..
خلعتِ لباس الطهر و خرجتِ بزينة العهر
فعشقتكِ جاهلا .. و أحببتكِ ساذجا
حتى أبعدتِ ساحة قلبي عن معبودي و معشوقي
و أظلمتِ فناء حياتي ظلمات بعضها فوق بعض
آه .. يا نفسي
سأتبرك لاحقا بنور العشق السرمدي
و سأطلقكِ دون رجعة
لأني عرفت مكيدتك .. و قرأت كفك .. و سمعت صوتك .. و لمست حركاتك .. و أحسست ظلماتك
و ها أنا أرى أشعة نفحات باطني تحرق ريشك .. و تخلع رداءك
و لا زلتِ - قانطةً - تسعين
أف لصلابتك .. تبا لخشونتك
أعزبي عني .. ابتعدي عن سبيلي
و .. هيهات هيهات
فلن تذهبي بعيدا
و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليكِ في صمت

تسونامي .. عندما تبدلت الألوان


... و هنــاك
غضبت السمــاء ..
تجمدت الشمس ..
انفجرت الأرض ..
تلاطمت الأمواج ..
غرقت البراري ..
تدكدكت الجدران ..
تزلزلت الوديان ..
تحركت الجبال ..
اهتزت الهضـاب ..
***
... عندئذ
جفت الدموع ..
انفصمت عرى الآمال ..
لجأ المهد الى اللحد ..
وضعت الحوامل أجنة صرعى ..
تبدلت الحال الى شر الأحوال ..
هالة النور اشتعلت في نيران القنوط ..
تبدلت الألوان من طيف الخيال الى الأحمر القاني و الأسود الفاني ..
و في مستنقعات الثبور ..
انهال الطين الغاضب على الوجوه الملساء
انهار النهر الجارف في بطن الوادي الأخضر
فتقهقرت الحياة أعواما ..
و امتدت أجنحة المنايا في جنبات الأرض المتجمدة .. معلنة
فناء الكبرياء البشري
و صارخة
كل من عليها فان .. و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام

أنا الجائع .. لا يشبعني إلا خاطرة الأحباب

في تلك الساعة من منتصف الليل
حيث الأشياء سكون مطلق
تبعثرت الأفكار
تفتحت الأسوار
تقاذفت الأسرار
و على مقربة مني
كان القلم المطلي بماء التبر يناديني
أمسك بي
لا تهرب مني
أنا أجمع كل الأفكار
فأنا الصائغ
و أنا البائع
و أنا الضائع
و أنا الجائع
فصياغة كل الأفكار عليّ
و بيع الأحلام الوردية من كدّ يميني
و أنا الضائع في سوق الجهال
و أنا الجائع لا يشبعني الا خاطرة الأحباب

الهي .. غاية أماتيّ أن تسكن قلبي

الهــي ..
امنحني روحا عالية .. حتى تشمل كل الخلق و أنا جزء من هذا الكل .. فوصلاً أعطني دون فصل الهــي ..طهرني من الآثام و الأرجاس .. حتى يبقى وجودي وقفا لك و لعبادك
إلهــي ..أنت رحمة مطلقة .. و أنا جبل العصيان
اغمرني في بحر رحمتك .. ليُدكّ الجبل العاصي دكّاً دكّاً و يؤول قاعا صفصفاً
إلهــي ..
أنا في قاعة إمتحــان .. و أنت السائل
أنت العلم المطلق .. و أنا الجاهــل
ماذا تسألني .. لا أعرف شيئا
دعني أتفرج كالزوار .. فأنا أجهل كل الأشياء
إلهــي ..
كل شيء يتحقق بأمرك ..
بإرادتك ..
بمشيتك ..
بعينك
فلماذا الخوف ؟
ما دمت معي لا أخشى شيئا فابق معي يا رب
إلهــي ..
أشعل نار عشقك السرمدي في سويداء قلبي الصغير و اجعله بقعة من طور سيناء حتى لا يُداس بالنعل
إلهــي ..
مسكن قلبي حقير صغيروسّعه أولا حتى يتسع لجمال جلالك
و اغمره ثانيا بعشقك حتى لا يعرف غيرك
إلهــي ..
غاية أمانيّ أن تسكن قلبي
و أعيش نهاري و ليلي دائما في حضور تجلي نورك
فاجعل لي قلبا واحدا في جوفي
لا يسعه غيرك

السبت، يوليو ٢٣، ٢٠٠٥

اعتزلت من الذنب المفرط كل الألوان

مالت روحي نحو الهجران
من اول لحظة وعيٍ باشرتُ بها العِصيان
اعتزلت من الذنب المفرط كل الألوان
و جراح القلب المكسورْ .. ما اندملت
زالت قصة مجنون و ليلى من ذاكرتي
فتراكم من سوط العشق على قلبي الأحزان
أصبحت كشمع مُحتضر يتمايل وسْط الظلمات
فأُصِبتُ بسهمٍٍ مشدودْت
عالت صرخات الروحْ
تقاربت من الموت المحدق بي لأموتْ
****
في تلك اللحظات اليائسة
البائسة
الخانقة
أبصرت بصيصاً من نورٍ خافتْ
ألمحت و حدّقت بهِ
تشبّثتُ بهذا النور
عاد الوَجْد الى الروحْ
رجعت قويا نشِِطاً لا أعرف لليأس سبيلا
يا صاح أتدري ما هذا النور؟
هذا نور الله تراءى في الديجور
ما دمتُ بعين الله فلن أخشى شيئا بعد اليوم
(( و من يتوكل على الله فهو حسبه ))

الجمعة، يوليو ٢٢، ٢٠٠٥

و سأبقى في نار العشق

إلهي ..
فيض سحاب رحمتك ، هطل على الصخرة الصّمــاء .. فانبثقت فيها الحياة
و من قطرات زلال رأفتك ، أطعمتنا الصخرة الجوفاء فاكهة و أبا .. و عنبا و قضبا .. و زيتونا و نخلا
ألهي ..
ذكرك بثّ الروح في القلب الميت فأنبتت ودا و حبا
و من رذاذ توجهك و رعايتك أخرجت الأرض الميتة في باطن سويداء الفؤاد شجرة السعادة المباركة
و نمت
و ازدهرت
و ترعرعت
و أولدت ثمرة العشق
إلهي ..
أنا أبحث عن البحــر
و في مسير حياتي .. مررت على آلاف العيون النابعة حتى أصل إلى العمق .. و لمـّا أصل
و ها أنا أخرج عطشانا من معدن الماء
و سأبقى في نار العشق أكتوي و لن يرويني كل الأنهار و كل مياه الدنيا
أنقذني من الغرق و ارو عطش قلبي المحترق

الخميس، يوليو ٢١، ٢٠٠٥

قلب المحب .. يحترق و يكوى

إلهي ..
قلب المحب يحترق في جحيم الفراق و يكوي في جنة اللقــاء
و بين هذا و ذاك
يبقى في برزخ الإضطراب
لا تظله سماء الصبرو لا تُقـلّه أرض الشكر
يحيى بين الخوف و الرّجــاءو يمكث بين التضرع و الحيــاء
فلا يجديه الخوف إلا بكاء و لا ينفعه الرجـاء إلا دواء
و ها هو بين جدران الخوف و الرجـاء و الصبر على البــلاءو الشكر على النعمـاء
ينظــر..و ينتظــر ..
ليُفتح في وجهه الباب
ليدخل في فنــاء واسع رحمتك
ليبقى بين الخالدين بقاء أبديا
إلهي ...
افتح علينا الباب و لا تغلقه في وجوه الأحباب يا أرحم الراحميــن