الأحد، يوليو ٣١، ٢٠٠٥

تعالوا نحب .. بدلا من أن نغضب

المحبــة .. تعبير صادق عن تعانق القلوب
المحبـــة .. المحتوى الأسمى للحيــاة
المحبــة .. مغزى ثمن النفس
موجــة نديــة من المحبــة تهزّ قلب المحبوب و تنقل المحب من همّ الفراق إلى مسرح اللقاء
شعاع خافت من من المحبـــة يجلب نور الطمأنينة على ساحل الرجاء .. و تمسح غياهب الدجى لتستقبل وهج شمس نهار الأمــل على قارعة طريق التقوى
و هناك .. في سكون دياجير العصيان و في ضحالة أفق البعد .. يبعث التمدد الفسيح للمحبة اللامتناهية نسيم الشوق الى قلب المتمرد القاسي ليقلبه الى المطيع الحميم
و أخيرا
ومضة مشعة من المحبــة تشعل النور السرمديّ في صفحة فؤاد الغضبان لتنشر في طياتها أشعة أمل الإبتسامة في فضاء أنس الغفران
****
فتعــالوا نحب .. بدلا من أن نغضب
و نبتسم.. بدلا من أن نتجهم
و نتفتح .. بدلا من أن نتغلق
و نعيش حياة الرجاء .. بدلا من الفناء في اليأس

السبت، يوليو ٣٠، ٢٠٠٥

أدخل أنت .. يا ولهان

جئت الى المروة مشيا من صـفا
أمشي و أنظر هاهناك و هاهنـا
ماذا رأيت ؟
ماذا اقتبست ؟
ماذا قطفت ؟
رأيت فضاء أكبر من كون و مكان
و أوسع من وهم و زمــان
برّ من العشق الأبدي
زُرعت فيه أرواح العشاق زرعا
و نُزعت من رؤوسهم اللب نزعا
أرض تسري فيها الماء الجاري
ما هذا الماء العذب .. في هذا البر الجدب
هل هذا زمزم ؟
لا .. بل أنهار الآماق و زفرات المتيمين تسري رقراقا في بيداء العشق اللامتناهي
و آلام المحبوبين تفوح شذى في فضاء اللامكان
***خلوت بنفسي في بقعة عزلاء
بعيدا عن أعين الرقباء
أتاني الرقيب الأكبر قائلا :يا أنت ! هل لك حاجة ؟
قلت : نعم ، أما إليك فلا
انحل الستارو انكشف أمام عيني الحديد ما وراء الأراضي و البحار
سمعت هاتفا ينادي عاليا
تنحّ يا رقيب !و ادخل أنت .. يا ولهان
إلى أعماق الجنان
أدخلوها بسلام آمنين

الهي .. افتح صدري لأقحم فيه كل الآلام

إلهي ..
وفقني لأخلص لك في عملي يوما واحدا بل ساعة واحدة حتى تجري ينابيع الحكمة على شفتيّ
إلهي ..
امنحني قطرة من يمّ رحمتك حتى أعفو عمن أحببته فخذلني ، و أصفح عمّن أحسنت اليه فأساء إليّ
إلهي ..
افتح صدري لأقحم فيه كل الآلام .. فيتّسع لآلام المحرومين و يسعى لإزالة همّ المهمومين

إلهي ..
يديّ خاليتان .. و قلبي غارق في الآلام .. فإما أن تملأ يدي من رشف نعمك و إما أن تزيل من فؤادي الآمال صعبة المنال
إلهي ..
أعلم أني جاهل و أعترف به جاهرا .. فامنحني ذرة من فيض مكنون علمك لو بحت به لاضطرب من حولي اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة

إلهي ..
لساني قاصر في الحمد و المدح .. فامنحني لسانا رطبا بذكرك حتى أشكر قليلا مما لا يحصى عدّه
إلهي ..
أبدل شكي بالعلم و علمي بالإيمان و إيماني باليقين
إلهي ..
أعطني صبرا جبلا حتى أضحك في وجه أعدائي فيموتوا قهرا و أرقص على أنغام خناجر أحبابي فيحيوا حبا
إلهي ..
إمنحني قلبا لا يملؤه الا حبك و يقينا لا يرى غيرك و حبا لكل من يحبك و لسانا لا يشتغل الا بذكرك و عينا لا يرى في الوجود الا جمالك
إلهي ..
أحيني على حب محمد و آل محمد و أمتني على حبهم و بغض أعدائهم

الجمعة، يوليو ٢٩، ٢٠٠٥

ستشرق شمس الفجر دون غروب


ها هي جفوني تبتعد عن النوم في مثل هذه الليلة
و أنا في طريقي الى الفجر
انها ليلة حزناء
يسري في عروقها شجون شاحبة باتت مكفهرة من طلبات خفافيش الليل
شجون صاحبتني على امتداد نبضات الدقائق المتباطئة
مادام الليل موحشاو الفجر لما ينقشع
فعلينا أن ننزع أغطية الإحباط الكئيبة عن أسرّة الوجدان المضطرب
و لنطرد جيوش الحزن المتسربلة قي كل زوايا الكوخ
و ليبقى الكوخ بتاريخه .. و بمن عمّر جدرانه .. و بمن عطّر أكنافه
و سيبقى
و سيرتحل الحزن الجاثم فوق الصدر المنكوب
و ستشرق شمس الفجر دون غروب

غدا عيد ميلادي

غدا عيد ميلادي
و ستبدأ أولى خطوات حياتي
و سأرسل وفدا قِبَلي.. من كَمَدٍ
لرحيلي و إيابي و ذهابي
و سأمضي تَعِباً .. بحثاً عن لُقمة عيشٍ
في ليلي و نهاري
لصباحي و مسائي
و متى ما صرت بعيداًعن أعينِ حُسّادي
أفتح قلبي.. لأجمّع فيه أحبائي
و أجرّبهم في حقل تجارب آمالي
و سأبقى صُفر اليد إن لم أتسامح عن أصحابي
و سأمكث في هذا العالم عمرا في َربْوة حزنٍ عالي
و سأهبط حقا إن شئت أغير شيئا من أحوالي
فلماذا جاء بي الدهرغريباً و وحيداً
دون مبالاةٍ
و بدون مراعاةٍ لشجوني و لآلامي
حيرانْ
سأنتظر الرد المقنع من خِلاني

****
سأجيب بنفسي
ما جاء بك الدهر الى الدنيابل جاء بك الرب لمصلحةٍ
و لكي لا تشعر بالهم و لا بالحزن
فلا تنس الذكر بكل الأحوالْ
و اعمل ما شئت فإن الله سيجزيك الأجرو ليس الدنيا دار قرارْ
فالأخرى هي حقا مثواكْ
و لكي تسعد في الدنيا
فاعمل للعقبى دون مللْ
و ستسعد إن شاء اللهُ و لن تفنى أبدا

الخميس، يوليو ٢٨، ٢٠٠٥

كلمات .. ربما كان لها معانٍ

ما دمت لا أعلم معنى العطــاء ، لا أستطيع أن أعيش
لكي أتغلب على العتاب و الشكوى ، عليّ أن أحصي نعم الله الفاضلة
إن الله يريد لعباده كل الخير في كل زمان
كما الذهب يحتاج الى الصقل بالنار .. الروح الآدمية لا تُصقل الا بالمصائب
المسافة بيننا و بين رحمة الله بمقدار الدعاء و الإلحاح
لا بأس أن نرسم خططنا بيراع التصورات و نودعها ممسحة الباري ليمسحها بقدرته المطلقة
تعالوا .. لنسبح الله و نحمده كل يوم حتى نسطر في عالم الواقع أجمل اللحظات و أبدع الخواطر في كل يوم

روائح أيام الصبــا

تذكرني أيام صباي بروائح سادت ثم بادت. و تسرح بفكري نحو زمان الصفا ءو الوفاء .. و لكن أين اليوم اخوان الصفــا و أين تلكم الروائح العطرة التي كنا نستشمهــا يوميــا من الصدق و الوفاء و الأمانــة و الودّ و الخلوص .. فلكلٍ رائحــة لا نشم شيئا منهــا في زمن الكذب و الخيانة و الشنآن و البغضاء
أين نحن من تلك الأيام الجميلة البديعــة التي سادت ثم بادت
أتذكر رائحــة الخبز التنوري من البرّ الخالص تطحنها الوالدة ثم تعجنهــا و تطبخهــا في التنور الذي يشغل
حيزا خاصا في زاوية الحوش (فناء الدار ) أشم رائحة العجين و رائحة النار في التنور و من ثم رائحــة الخبز الحار المدمج بالسمسم تارة و بالحبة السوداء تارة أخرى من يد الوالدة رحمها الله . و كانت أحيانا تدهن الخبز بالدهن العداني الخالص و ترش عليها ذرات من السكر فنلتهمه التهاما للذته و لجوعنا
و لا زلت أشم رائحة زهر النارنج المزروع وسط الحوش كيف تعم الفناء و الدار و الأطراف بأحلى رائحة شممتها حتى كدت أعطس ( و أعطس فعلا ) من نفاذ رائحتها عطسات متتاليات و عندما أقول : الحمد لله رب العالمين ، تقول لي أختي الصغيرة : كل ما تكرر الحمد تزيد العطاس .. مو الله يقول : لئن شكرتم لأزيدنكم . و أضحك بملء فيّ على استدلالها اللطيف بصفاء القلب و في بداهة المعنى
و أشم رائحة الطبيخ و الحشو في ليالي محرم في ديوانيتنــا التي كانت عامرة و الحمد لله بذكر سيد الشهــداء عليه السلام و كنت مع أصدقاء لي في سني الطفولي نتحرك كالفراش هنا و هناك ، نناول هذا الملاس و ذاك الجِدر( القِدر) و آخر اللحم أو الرز ، و في مخيلتنا أننا بهذا المقدار نكسب أجرا في عزاء مولاي الحسين عليه السلام
يا للطفولة الصافية من خلوص و صفاء و يا لزماننا من مكر و خداع .. فحتى مجالس العزاء و بيوت الله لم تسلم من أبناء الدنيا الفانية حتى باتت - و للأسف - مراكز يُذكر فيها أسعار البورصة و الأسهم !!
دنيا+دنيا+دنيا = خسارة*خسارة*خسارة!! و يا للخسارة!نعم .. أزيلت تلك الروائح المجيدة التي كانت
نفحات روحانية تهب على سماء قلوبنا الصافية من كل زيغ و رين فتبقى بيضاء ناصعة نصوع الثلج على قمم الجبال في شتاء ريف قارس

الثلاثاء، يوليو ٢٦، ٢٠٠٥

آن الوقت لينفجر النور مصابيح **


يا هذا الحائر في ملكوت الأرض
يا هذا الطالب وجد الروح
و يا هذا الغائص في وسط الديجور
يغشاه البحر الغامض فوق البحر المظلم من حركات أثبتها الدهر لذي سغب ٍ
لا تقترب اليوم من البحر ..
و لا النهر لتغرق فيه
انتظر الآن بعيدا فالليل يموج بظلمته و الفجر يكاد يغيب عن الأنظار
انتظر الآن ..
ففي حالك هذا الليل الأليل يبزغ نور الله جهارا من مكة ..
من أوطان التسبيح
..ليُشرق قلب الأنسان بنور الرب
فقد آن الوقت لينفجر النور مصابيح ..
و يقترب الوعد الحق..
و يفيض قداسات أعبق من عطر الورد و أروى من ماء عذب
و ينسلّ النور الى كل رواق يُعبد فيه الله
فقد وُلدت فاطمة الزهراء ..
و صلى الله عليها في ذات العرش ..
و بارك للنور الأبلج و العبد الأكمل أحمد
"" أسعد الله أيــامكم بهذا العيــد الأغـــر""
جمادى الثانية /20

الى الضائعــة درب الحياة

أنتِ تعيشين في ربوات الروح
عندما تنبثق أسلاك النور من ثنايا الفجر بعد سويعات من ظلمات الليل الأليل
و بينمــا يغطّ النائمون في نوم عميق
اقتربي من زاوية الأفق .. حيث تتلاقى نهايات البحــر مع أطراف أسنة الرماح الذهبية لشمس يوم جديد
اقتربي من هذا المنظر البديــع .. و حاولي أن تتجردي من كل ما هو مادي بحت
استسلمي لحيظــات لروحكِ الكامنة في خبايا النفس
استمعي اليهــا
سترين أنها تأخذك الى حيث هي هي و ستحدثكِ بكلمات فيها رنات من عالم الذر
تقول لكِ أنها معكِ أينما تكوني ..
لن تفترق عنك أبداو
إن خانكِ الخلان فالروح لن تخون
و لكنهــا ترجوكِ بقلب دامع أن لا تأخذيهــا الى بوائق الزفرات الجهنمية
و لن تجمعي بينها و بين أصحاب الآثام
ليتنــا كنا في لحظة فكر هادئ .. نستمع إلى أرواحنا المعلقة على أنفسنا فنتريث قليلا و نسكن اليها كثيرا

كلمني ربي .. و أنا في الغربة

]... و أنا في الغربــة ..
بعيــد عن المسجد و المحراب
لا أسمع صوت الأذان .. و لا أرى وجوه الإيمان
انكسر قلبي ..
فناجيت ربي
رأيته هنا و في كل مكان
يسمع النجوى و يرد الشكوى و يروي الظمآى و يدفع البلوى
رأيته تعالى و كأنه يحدثني و يكلمني :
أينما كنت ..
إجعل قلبك بيتي ..
أنا أصفيه..
افتح فؤادك لي .. أنا أداويه
اذا فقدت مفتاح الإستجابةأطلبني لحظة .. أنا أعطيك
اذرف قطرة من الدمع .. أجعلها نهرا من الرحمة
أقبل إليّ بقطرة من الإخلاص .. أجعلها بحرا من النعمة
لو أُغلقت جميع الأبواب عليك لا تقنط
لا تيأس
لا تكفر
إرجع
دقّ الباب
انتظر
أنا أفتح الأبواب المغلقة
أطلب مني حاجتك .. عليّ الإجابة
أدع ما تشاء .. عليّ الإستجابة
أشكر نعمة اليوم .. أنا الضامن لك العيش في الغد
أتل آيات الرحمــة .. عليّ التفسير و التأويل
صفّ حسابك قبل حلول المنيّة .. عليّ الجمع و الطرح
أكتب إسم التوبة في رسالتك إليّ
أنا أوقعها و أوافق عليها :
" كتب ربكم على نفسه الرحمــة "

الاثنين، يوليو ٢٥، ٢٠٠٥

و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليك في صمت

اليكِ عني .. يا نفسي
يا من آلمتني و عذبتني أيام صباي و أيام تفتح أقحوانة حياتي
يا حبة الألم و درّة الغم
أحسكِ رغم آلامك.. لأنكِ مني
قضيتِ سنوات عمركِ معي
و لكن حياتكِ و بقاؤكِ في دوامة الظلام
أي نفسي ..
يا من أخذت عصارة شبابي حين كنت في قمة عنفوانه
أنتِ حاجة طفولتي و ضرورة شبابي و غرور شيخوختي
تجلِّي لي بوضوح .. لا تهربي مني
فقد قبلتكِ رغم أنفي
و استغليتِ وجودكِ جنبي طيلة حياتي
فأشغلتِني عن لقاء ربي
و قد خدعتِِني حتى رأيت بأم عيني ضحالة باطني و حقارة مكنوني
و يا لكِ من مخادعة ماكرة ..
خلعتِ لباس الطهر و خرجتِ بزينة العهر
فعشقتكِ جاهلا .. و أحببتكِ ساذجا
حتى أبعدتِ ساحة قلبي عن معبودي و معشوقي
و أظلمتِ فناء حياتي ظلمات بعضها فوق بعض
آه .. يا نفسي
سأتبرك لاحقا بنور العشق السرمدي
و سأطلقكِ دون رجعة
لأني عرفت مكيدتك .. و قرأت كفك .. و سمعت صوتك .. و لمست حركاتك .. و أحسست ظلماتك
و ها أنا أرى أشعة نفحات باطني تحرق ريشك .. و تخلع رداءك
و لا زلتِ - قانطةً - تسعين
أف لصلابتك .. تبا لخشونتك
أعزبي عني .. ابتعدي عن سبيلي
و .. هيهات هيهات
فلن تذهبي بعيدا
و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليكِ في صمت

تسونامي .. عندما تبدلت الألوان


... و هنــاك
غضبت السمــاء ..
تجمدت الشمس ..
انفجرت الأرض ..
تلاطمت الأمواج ..
غرقت البراري ..
تدكدكت الجدران ..
تزلزلت الوديان ..
تحركت الجبال ..
اهتزت الهضـاب ..
***
... عندئذ
جفت الدموع ..
انفصمت عرى الآمال ..
لجأ المهد الى اللحد ..
وضعت الحوامل أجنة صرعى ..
تبدلت الحال الى شر الأحوال ..
هالة النور اشتعلت في نيران القنوط ..
تبدلت الألوان من طيف الخيال الى الأحمر القاني و الأسود الفاني ..
و في مستنقعات الثبور ..
انهال الطين الغاضب على الوجوه الملساء
انهار النهر الجارف في بطن الوادي الأخضر
فتقهقرت الحياة أعواما ..
و امتدت أجنحة المنايا في جنبات الأرض المتجمدة .. معلنة
فناء الكبرياء البشري
و صارخة
كل من عليها فان .. و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام

أنا الجائع .. لا يشبعني إلا خاطرة الأحباب

في تلك الساعة من منتصف الليل
حيث الأشياء سكون مطلق
تبعثرت الأفكار
تفتحت الأسوار
تقاذفت الأسرار
و على مقربة مني
كان القلم المطلي بماء التبر يناديني
أمسك بي
لا تهرب مني
أنا أجمع كل الأفكار
فأنا الصائغ
و أنا البائع
و أنا الضائع
و أنا الجائع
فصياغة كل الأفكار عليّ
و بيع الأحلام الوردية من كدّ يميني
و أنا الضائع في سوق الجهال
و أنا الجائع لا يشبعني الا خاطرة الأحباب

الهي .. غاية أماتيّ أن تسكن قلبي

الهــي ..
امنحني روحا عالية .. حتى تشمل كل الخلق و أنا جزء من هذا الكل .. فوصلاً أعطني دون فصل الهــي ..طهرني من الآثام و الأرجاس .. حتى يبقى وجودي وقفا لك و لعبادك
إلهــي ..أنت رحمة مطلقة .. و أنا جبل العصيان
اغمرني في بحر رحمتك .. ليُدكّ الجبل العاصي دكّاً دكّاً و يؤول قاعا صفصفاً
إلهــي ..
أنا في قاعة إمتحــان .. و أنت السائل
أنت العلم المطلق .. و أنا الجاهــل
ماذا تسألني .. لا أعرف شيئا
دعني أتفرج كالزوار .. فأنا أجهل كل الأشياء
إلهــي ..
كل شيء يتحقق بأمرك ..
بإرادتك ..
بمشيتك ..
بعينك
فلماذا الخوف ؟
ما دمت معي لا أخشى شيئا فابق معي يا رب
إلهــي ..
أشعل نار عشقك السرمدي في سويداء قلبي الصغير و اجعله بقعة من طور سيناء حتى لا يُداس بالنعل
إلهــي ..
مسكن قلبي حقير صغيروسّعه أولا حتى يتسع لجمال جلالك
و اغمره ثانيا بعشقك حتى لا يعرف غيرك
إلهــي ..
غاية أمانيّ أن تسكن قلبي
و أعيش نهاري و ليلي دائما في حضور تجلي نورك
فاجعل لي قلبا واحدا في جوفي
لا يسعه غيرك

السبت، يوليو ٢٣، ٢٠٠٥

اعتزلت من الذنب المفرط كل الألوان

مالت روحي نحو الهجران
من اول لحظة وعيٍ باشرتُ بها العِصيان
اعتزلت من الذنب المفرط كل الألوان
و جراح القلب المكسورْ .. ما اندملت
زالت قصة مجنون و ليلى من ذاكرتي
فتراكم من سوط العشق على قلبي الأحزان
أصبحت كشمع مُحتضر يتمايل وسْط الظلمات
فأُصِبتُ بسهمٍٍ مشدودْت
عالت صرخات الروحْ
تقاربت من الموت المحدق بي لأموتْ
****
في تلك اللحظات اليائسة
البائسة
الخانقة
أبصرت بصيصاً من نورٍ خافتْ
ألمحت و حدّقت بهِ
تشبّثتُ بهذا النور
عاد الوَجْد الى الروحْ
رجعت قويا نشِِطاً لا أعرف لليأس سبيلا
يا صاح أتدري ما هذا النور؟
هذا نور الله تراءى في الديجور
ما دمتُ بعين الله فلن أخشى شيئا بعد اليوم
(( و من يتوكل على الله فهو حسبه ))

الجمعة، يوليو ٢٢، ٢٠٠٥

و سأبقى في نار العشق

إلهي ..
فيض سحاب رحمتك ، هطل على الصخرة الصّمــاء .. فانبثقت فيها الحياة
و من قطرات زلال رأفتك ، أطعمتنا الصخرة الجوفاء فاكهة و أبا .. و عنبا و قضبا .. و زيتونا و نخلا
ألهي ..
ذكرك بثّ الروح في القلب الميت فأنبتت ودا و حبا
و من رذاذ توجهك و رعايتك أخرجت الأرض الميتة في باطن سويداء الفؤاد شجرة السعادة المباركة
و نمت
و ازدهرت
و ترعرعت
و أولدت ثمرة العشق
إلهي ..
أنا أبحث عن البحــر
و في مسير حياتي .. مررت على آلاف العيون النابعة حتى أصل إلى العمق .. و لمـّا أصل
و ها أنا أخرج عطشانا من معدن الماء
و سأبقى في نار العشق أكتوي و لن يرويني كل الأنهار و كل مياه الدنيا
أنقذني من الغرق و ارو عطش قلبي المحترق

الخميس، يوليو ٢١، ٢٠٠٥

قلب المحب .. يحترق و يكوى

إلهي ..
قلب المحب يحترق في جحيم الفراق و يكوي في جنة اللقــاء
و بين هذا و ذاك
يبقى في برزخ الإضطراب
لا تظله سماء الصبرو لا تُقـلّه أرض الشكر
يحيى بين الخوف و الرّجــاءو يمكث بين التضرع و الحيــاء
فلا يجديه الخوف إلا بكاء و لا ينفعه الرجـاء إلا دواء
و ها هو بين جدران الخوف و الرجـاء و الصبر على البــلاءو الشكر على النعمـاء
ينظــر..و ينتظــر ..
ليُفتح في وجهه الباب
ليدخل في فنــاء واسع رحمتك
ليبقى بين الخالدين بقاء أبديا
إلهي ...
افتح علينا الباب و لا تغلقه في وجوه الأحباب يا أرحم الراحميــن