الاثنين، يوليو ٢٥، ٢٠٠٥

و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليك في صمت

اليكِ عني .. يا نفسي
يا من آلمتني و عذبتني أيام صباي و أيام تفتح أقحوانة حياتي
يا حبة الألم و درّة الغم
أحسكِ رغم آلامك.. لأنكِ مني
قضيتِ سنوات عمركِ معي
و لكن حياتكِ و بقاؤكِ في دوامة الظلام
أي نفسي ..
يا من أخذت عصارة شبابي حين كنت في قمة عنفوانه
أنتِ حاجة طفولتي و ضرورة شبابي و غرور شيخوختي
تجلِّي لي بوضوح .. لا تهربي مني
فقد قبلتكِ رغم أنفي
و استغليتِ وجودكِ جنبي طيلة حياتي
فأشغلتِني عن لقاء ربي
و قد خدعتِِني حتى رأيت بأم عيني ضحالة باطني و حقارة مكنوني
و يا لكِ من مخادعة ماكرة ..
خلعتِ لباس الطهر و خرجتِ بزينة العهر
فعشقتكِ جاهلا .. و أحببتكِ ساذجا
حتى أبعدتِ ساحة قلبي عن معبودي و معشوقي
و أظلمتِ فناء حياتي ظلمات بعضها فوق بعض
آه .. يا نفسي
سأتبرك لاحقا بنور العشق السرمدي
و سأطلقكِ دون رجعة
لأني عرفت مكيدتك .. و قرأت كفك .. و سمعت صوتك .. و لمست حركاتك .. و أحسست ظلماتك
و ها أنا أرى أشعة نفحات باطني تحرق ريشك .. و تخلع رداءك
و لا زلتِ - قانطةً - تسعين
أف لصلابتك .. تبا لخشونتك
أعزبي عني .. ابتعدي عن سبيلي
و .. هيهات هيهات
فلن تذهبي بعيدا
و سأبقى معكِ شاهدا أنظر اليكِ في صمت

ليست هناك تعليقات: