الأربعاء، مارس ١٧، ٢٠١٠

لماذا نزور الإمام ؟




قبل بضعة أيام وصلني ايميل من أحد الأصدقاء و فيه لقطات فيديو من مرقد الإمام الرضا عليه السلام .. و كأن المصور إهتم بتصوير أحب اللقطات لدى عامة الناس و هي طلب الحوائج من الإمام . لا نريد البحث عن أن طلب الحاجة يجب أن يكون من الله و هؤلاء الأولياء و الأئمة سلام الله عليهم وسطاء و وسائل لنا عند الله ، و لكن البحث في نوع الطلب .
لقد استمعت و طالعت كل اللقطات و البالغة حوالي نصف ساعة و كلها تحكي عن طلب مختلف الطوائف من الإمام أن يقضي لهم حوائجهم المادية و الدنيوية .. و لم أر لقطة واحدة - على الأقل - لإنسان يطلب من الإمام عليه السلام أن يستشفع له إلى الله ليغفر ذنوبه و ذنوب والديه و أهله .. و كأن الزيارة مختصة فقط بطلب الحوائج ..
و ليتها كانت حوائج أخروية فإنها مادية بحتة !! بالرغم من أن صاحبنا قد كتب في إيميله بأنك إذا رأيت و استمعت الى هذه اللقطات فإن دموعك تسيل قطعا و لكن دون جدوى فإنني و بالرغم من كثرة حوائجي و رقة قلبي فلم أدمع و لن أدمع لأنني أمام أناس يزورون الإمام فقط لأغراضهم الدنيوية ، و كأنه لا حاجة أخرى لهم بالإمام !
أجل .. نحن نزور الإمام عليه السلام أولا ، عرفانا له و لمقامه الشامخ لدى الله ثم للتقرب الى الله بحضوره لأن الإمام حي يسمع كلامنا و يرد سلامنا . ثم إن الغاية الثانية للزيارة أن نجدد العهد ، عهد الولاية العظمى مع الإمام سلام الله عليه و نعهده على مواصلة المسير في إحياء أمرهم دائما و أبدا و على أي حال . فقد قال الصادق سلام الله عليه : " رحم الله من أحيا أمرنا " و نريد بزيارتنا لهم المواصلة فالوصل الأهم مع الإمام قبل ان يكون مع الأقارب .. هذه هي الصلة الواجبة التي لا يرحم الله من قطعها " و الذين يصلون ما أمرالله أن يوصل .." و بعدئذ يأتي دور الحاجة . و إن الحاجة الأهم لعمري هي طلب المغفرة من الله و كفران الذنوب و ستر العيوب بحرمة صاحب المقام الأقدس ، فلا ريب أن الإستغفار و التوبة في مقام الإمام و عند قبر الرسول أهم و أفضل من الإستغفار في أي مكان آخر .. و لعل الإمام سلام الله عليه إذا رأى منا الخلوص و التوجه ، يطلب آنئذ من ربه المغفرة لنا ، و طلبه لن يخيب أبدا فهو المقرب عند الله تعالى . و بعد طلب الحوائج الأخروية ، لا بأس بطلب بعض الحاجات الدنيوية من الله ، لا أن يكون هذا هو الأساس ! و السلام على من أحيى أمرهم و اقتدى بهم . و جعلنا الله من أتباعهم و اشياعهم .

ليست هناك تعليقات: